ـ (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) .. أي أنه سبحانه ، مسمّى بكل اسم حسن ، يليق به ، لأن حسن الاسم من حسن المسمّى ، حيث يسمى الشيء عادة بالاسم الذي يدل على أوضح صفة فيه .. وفى قاموس اللغة فى أي لسان ، تجد تشابها كثيرا بين اللغات المختلفة فى اختيار الأسماء للأشياء التي بين أيدى الناس ، هذا الاختيار الذي يقوم على أن يعطى الاسم دلالة واضحة على أبرز صفة فى هذا الشيء ، من حيث الشكل ، أو اللون ، أو الطعم ، أو الوظيفة التي يقوم بها .. إلى غير هذا مما يميز بين الشيء والشيء .. ولعل هذا ما يفهم من قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) بمعنى أن الله تعالى أقدر آدم على أن يتعرف على الأشياء ، وأن يجعل لكل شىء مفهوما ، وأن يتخذ من هذا المفهوم اسما يجعله شارة لهذا الشيء يذكره به غائبا ، وحاضرا ..
وهذا هو ما كان من الإنسان ، فإنه لم يدع شيئا يقع تحت حواسه ، إلا استدعاه إليه باسم خاص به ، مهما بلغت هذه الأشياء من الكثرة والتعدد .. بل إن الإنسان لم يقف عند هذا ، بل وضع لكل جزء من أجزاء الشيء الواحد اسما يدل عليه ، كما نرى ذلك فى الإنسان ، والأسماء التي لا تحصى لأعضائه الظاهرة والباطنة .. وهكذا صنع الإنسان بأدوات طعامه ، وشرابه ، ولباسه ، ونومه وصيده ، وحربه ، إلى غير ذلك مما تلده الحياة كل يوم من مواليد فنونه ومخترعاته ..
فإذا تعامل الإنسان ، مع الله ـ سبحانه ـ وتعالى ـ بأسماء يدعوه بها ، وجب أن تكون هذه الأسماء دالة على ما لله سبحانه وتعالى ، من كمال ، وعظمة ، وجلال ، وسلطان قائم على هذا الوجود .. كما يقول سبحانه : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) .. ففى أسماء الله الحسنى التي ندعوه بها