عَنْهُ فَانْتَهُوا) .. فهذا هو حقّ الرسول على المؤمنين : الامتثال والطاعة من غير مراجعة ، ولا توقف ، أو ريبة ..
وقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) .. وعيد لمن تحدثه نفسه من المؤمنين بالخروج عن أمر الرسول ، أو الضّيق به ، فإن ذلك معناه الكفر ، والانسلاخ من الإيمان .. وليس للكافرين إلا النار ، هى حسبهم ، وبئس المصير ..
قوله تعالى.
(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
هو معطوف عطف بيان على قوله تعالى : (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) أي أن هذا الذي أفاءه الله على رسوله من أهل القرى ، هو لله ولرسوله ، ولذى القربى للرسول ، ولليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل ، وللفقراء المهاجرين ، الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله .. فكأنّ ما لله ولرسوله ولذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، هم هؤلاء المهاجرون الفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وكأن هذا الفيء الذي أفاءه الله على الرسول هو من أجل هؤلاء المهاجرين الفقراء ، ليكون مواساة لهم فى هذه الغربة ، التي اختاروها ابتغاء مرضاة الله ، وآثروا بها دينهم على أهليهم وأموالهم ..
وقوله تعالى : (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً) جملة حالية ، تكشف عن الحال التي تلبّس بها هؤلاء المهاجرون ، حين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وأنهم حين أخرجوا كانوا على حال يبتغون بها فضل الله ورضوانه ، وينصرون الله ورسوله ، ولم يكن إخراجهم عن حال أخرى تدعوا قومهم إلى إخراجهم