قوله تعالى :
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ).
الاستحواذ على الشيء. الغلبة عليه ، والتملك له ، والاستبداد به
وما زالت الآيات تتحدث عن هؤلاء المنافقين ، وتفضح أساليب نفاقهم ، والدوافع التي تدفع بهم إليه .. وأنهم قد أصبحوا ليد الشيطان الذي استحوذ عليهم ، وملك أمرهم ، وضمهم إلى حوزته ، فأنساهم ذكر الله ، وصرفهم عن النظر إلى ما وراء هذه الحياة الدنيا من حساب وجزاء. فهم أولياء الشيطان ، وحزبه ، وحيث كان الشيطان فهم معه .. وليس للشيطان إلا الخزي والخسران .. فهم آخذون نصيبهم كاملا من هذا الخزي ، وذلك الخسران.
قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ).
المحادّة لله ورسوله : التحدي لأمر الله ورسوله ، والخروج عن طاعتهما.
والمنافقون ، يقودهم الشيطان إلى محادة الله ورسوله ، والخروج عن طاعتهما ، وإنه لن يكون لمن يحاد الله ورسوله إلا الذلة والهوان ، وإلّا أن يدخل فى زمرة الذين أذلهم الله ، وأنزلهم منازل الهون ..
قوله تعالى :
(كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
كتب الله : أي قضى ، وحكم .. وفى التعبير عن القضاء والحكم ، بالكتابة ، إشارة إلى أن ذلك قضاء نافذ ، وحكم قاطع .. أو أن ما قضى الله سبحانه وتعالى به ، مكتوب فى أم الكتاب .. وهو اللوح المحفوظ ..