وهم يعلمون أنه الكذب .. وهذا الحلف هو الحلف الفاجر ، واليمين الغموس ..
وقوله تعالى :
(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
أي أن الله سبحانه قد أعد لهؤلاء المنافقين عذابا شديدا ، جزاء بما اقترفت أيديهم وألسنتهم من سيئات ومنكرات
وفى قوله تعالى : (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً) ـ إشارة إلى سوء هذا العذاب الذي ينتظر هؤلاء المنافقين ، وأنهم قد أعد لهم العذاب ، قبل أن يلتقوا به ، فهو عذاب خاص بهم ، يتناسب مع مكانتهم فى أهل الضلال ..
قوله تعالى :
(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)
الجنة : الوقاية ، ومنه المجن ، وهو الترس ، والدرع ، مما تتقى به الضربات فى الحرب .. فهؤلاء المنافقون ، قد اتخذوا من الأيمان الفاجرة الكاذبة جنة ، يتقون بها النظرات التي ينظر بها المؤمنون إليهم ، فيرون خزى النفاق ظاهرا على وجوههم ، فلا يجد المنافقون سبيلا لستر نفاقهم إلا الحلف الكاذب ، الذي يبرّرون بهم مواقفهم المنحرفة الضالة .. وإنهم تحت ستار هذه الأيمان الكاذبة استطاعوا أن يداروا نفاقهم ، وأن يمضوا فى طريقهم الضال المنحرف عن سبيل الله : (فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) هو جزاء من يضل عن سبيل الله ، ويتبع غير سبيل المؤمنين.
قوله تعالى :
(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)