أعداء الله ، ومن هم أولياؤه ، ومن يحارب دعوة الله ، ومن ينتصر لها ، ويدافع عنها.
وفى اختصاص الذين يؤمنون بالله ، وينصرون دعوته ، ويؤازرون رسله ـ فى اختصاص هؤلاء بالذكر ـ إشارة إلى أنهم هم أصحاب هذه الدعوة ، وأنها فى حقيقتها إنما جاءت لتقودهم إلى الله ، وقد انقادوا فعلا .. أما أولئك الذين كذبوا بآيات الله ، وأبوا أن يستجيبوا لدعوته ، فإنهم إنما كانوا شيئا عارضا فى طريق الدعوة الموجهة إلى من هم أهل لإجابتها ، وإن كانت قد وجهت إليهم الدعوة ضمنا .. إن ذلك أشبه بمن يبذر بذرا ، ثم يسوق إليه الماء ، فإذا ظهر الزرع على وجه الأرض ، ظهرت معه بعض الحشائش الضارة ، التي لا يجد الزارع بدّا من اقتلاعها حتى يسلم ما زرع ..!
وعلم الله سبحانه علم قديم أزلىّ ، وهو غيب عن الناس ، فإذا وقع من هذا العلم شىء فى الحياة وعلمه الناس ، كان علما للناس ، وهو فى الوقت نفسه من علم الله ، وعلم الله تعالى حينئذ ، علم لما وقع ، وهو فى علم الله قبل أن يقع .. فعلم الله سبحانه واقع على الأمور فى كل حال من أحوالها ، وفى كل زمان من أزمانها.
وقوله تعالى «بالغيب» متعلق بالفعل فى قوله تعالى : (مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) أي وليعلم الله من ينصره ورسله فى غير مشهد من الناس ، أي عن إيمان قد استقر فى القلب ، واستولى على المشاعر ..
وخص النصر لله ولرسله بالذكر فى تلك الحال ـ حال الغيب ـ لأنه هو النصر الذي يصدر عن صدق ، وعن يقين ، وهو النصر الذي لا ينقطع أبدا فى سر أو جهر ، وفى قول أو عمل .. أما النصر الذي يكون بمشهد من الناس فقد يكون