الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (٤٣)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى ، لِلَّذِينَ آمَنُوا ، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
فى الآية الكريمة تهوين من شأن الدنيا ، واستخفاف بمتاعها ، إلى جانب ما فى الحياة الآخرة من جزاء كريم ، ونعيم خالد لا يفنى.
فقوله تعالى : (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ـ هو حكم على هذه الحياة الدنيا ، بأن كل ما يناله الإنسان منها من مال أو جاه أو سلطان ـ هو متاع ، أي زاد لا يلبث أن ينفد ، أو ثوب لا بد أن يبلى .. فكل ما فى الحياة الدنيا إلى نفاد ، وزوال .. وإن كثر وعظم ..
وقوله تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) أي والذي يبقى ولا ينفد ، هو ما تقبّله الله من أعمال صالحة ، حيث يكون ثوابها عند الله نعيما لا يفنى ، ورزقا لا ينفد ..
وقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا ، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ـ أي أن هذا الذي عند الله من جزاء حسن ، هو للذين آمنوا ، وتوكلوا على ربهم ، وأسلموا أمرهم له .. وهو كأنه جواب عن سؤال تقديره : لمن هذا الذي عند الله فكان الجواب : للذين آمنوا ، وعلى ربهم يتوكلون.