(الْخَرَّاصُونَ) .. والغمرة : الشدّة التي تغمر الإنسان وتغطى على مشاعره ، وتستولى على تفكيره ، وهى من الجهل الذي يغمر صاحبه ، ويغطى على عقله ، وسمعه ، وبصره ..
والساهون : الغافلون ..
فاللعنة واقعة هنا على الذين يلقون بالسوء من القول ، ويرجمون الناس بالتهم جزافا ، من غير تعقل أو تدبّر ، شأنهم فى هذاه شأن من غلب السكر على عقلة ، فجعل يهذى من غير وعى. فهؤلاء الخراصون هم فى سكرة من الجهل والغباء ، إلى ما فيهم من عناد واستكبار ..
قوله تعالى :
(يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ).
أي أن من ضلال هؤلاء الخراصين ، ومن مقولاتهم الضالة الكاذبة ، هذا السؤال الذي يسألونه عن يوم القيامة ، سؤال المنكر له ، المستبعد لوقوعه ، المكذب به .. فيقولون : متى يوم الدين؟ كما ذكر ذلك القرآن الكريم فى قوله تعالى عن إنكار المنكرين للبعث : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٥ : الملك) .. وقد عبر بالاستفهام عن الزمان بأداة المكان «أبان» للإشارة إلى أنهم ينكرون وقوع هذا الأمر ، زمانا ومكانا ، فلا يقع فى مكان ، أو فى زمان .. وهذه مبالغة منهم فى الإنكار والجحود .. وكأنهم يقولون أين هذا اليوم؟ إنه لا وجود له! ..
وقوله تعالى :
(يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) ..