وإنما تظهر ثمرة الإيمان ، فيما يكون عليه سلوك المؤمن ، وما تكسب جوارحه ..
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ..
كان مقتضى السياق أن يكون نظم الآية هكذا مثلا .. والذين كفروا لهم عذاب جهنم ..
ولكن النظم القرآنى ، المعجز ، يضع الأمر موضعه ، فيصل حياة الكافرين فى الدنيا ، بحياتهم فى الآخرة .. إنهم على طريق واحد فى دنياهم وأخراهم جميعا ..
فهم فى الدنيا ، يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ، وهم فى الآخرة يلقون فى عذاب جهنم ..
والناظر المدقق فى الحالين يرى أنهما على سواء ، وإن بدا الاختلاف بينهما بعيدا فى عينى من لا بصيرة له ..
فالإنسان ليس جسدا حيوانيا ، غايته أن يأكل كما تأكل البهائم ، وإنما الإنسان إنسان ، لأن له روحا يهفو إلى الملأ الأعلى ، ويتشوف إلى مطالع النور منه ، ولهذا الروح مطالب يجب أن يؤديها الإنسان له ، حتى تظل أسبابه موصولة بالملأ الأعلى ، آخذة طريقها إليه .. وإلا انقطعت تلك الأسباب ، وأصبح الإنسان جسدا حيوانيا ، لا شىء من معالم الإنسانية فيه .. وهذا عذاب وبلاء للإنسان .. إذ أنه يعيش فى الناس حيوانا ممسوخا فى جسد إنسان ، أو إنسانا مردودا فى طبائع الحيوان ..
وفى قوله تعالى : (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) ـ إشارة إلى