مختلفة الأشكال والصور ، بعضها يعيش على اليابسة ، وبعضها يعيش فى الماء ، وبعضها يسبح فى الجو .. وفى كل عالم منها أجناس كثيرة لا تكاد تقع تحت حصر ..
ففى هذه النظرة القائمة على حدود الإنسان وما يحيط به من كائنات حية ، يرى المؤمن ما يملأ قلبه يقينا بما لله سبحانه وتعالى من حكمة ، وعلم ، وقدرة ، حيث تصنع القدرة الإلهية من تراب هذه الأرض ، تلك الكائنات المنتشرة فى كل أفق من آفاقها ، والتي تملأ وجه الأرض حياة ، وحركة ، وجمالا ..
قوله تعالى :
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
وهذه نظرة أخرى فيما وراء الحياة وصورها المختلفة ، فى الإنسان والحيوان .. نظرة فى هذه الحركة الدائمة بين الليل والنهار ، حيث يخلف أحدهما الآخر ، كما يقول الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) (٦٢ : الفرقان).
وعلى امتداد هذه النظرة فى الليل والنهار ، حيث تلبس الأرض ثوبا من ضياء بالنهار ، ثم تخلعه لترتدى ثوبا أسود بالليل ـ على امتداد هذه النظرة ، ترى السماء وقد نزل منها الغيث الذي ينزع عن الأرض ثوب الموت ، ويلبسها ثوب الحياة ، كما ترى الرياح التي تدفع السحب ، وتسوقها إلى كل اتجاه.
فهذه النظرة تحوى فى أعماقها نظرات معطية لكثير من الدلائل والآيات الدالة على قدرة الله .. وإنها لن تتجلى إلا لأولى العقول السليمة ، والمدركات