رأينا ـ أوضح من أن يجادل فيه ، وهو أن الذبيح ـ على يقين ـ هو إسماعيل عليهالسلام.
ولكن أصابع اليهود قد لعبت فى هذا النسج المحكم ، ونسجت حوله خيوطا من الكذب والتضليل ، كان لها تأثير فى تفكير بعض المسلمين ، الذين لهم مقامهم فى المسلمين ، ومكانتهم فى الإسلام ، حتى لقد وقف بعضهم موقف الشكّ والتوقف .. وحتى لقد تجاوز بعضهم هذا ، فرجّح القول بأن الذبيح هو «إسحاق» لا «إسماعيل»!!.
ونحبّ أن ننبّه هنا إلى أننا لا نفاضل بين هذين النبيين الكريمين .. فكلاهما ، فى مقامه العظيم عند الله ، وفى مكانه المكين من قلوب المسلمين جميعا .. فالمسلمون جميعا يختمون كل صلاة بهذا الدعاء : «اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» .. وإسماعيل وإسحاق ـ عليهماالسلام ـ هما رأس آل إبراهيم ، وفرعا شجرتها المباركة.
وإنما الذي يدعونا إلى هذا ، هو حمل الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر هذا الحديث ، على غير ما ينطلق به مدلول ألفاظها ، حتى تستجيب للقول الذي دسه اليهود على المسلمين ، بأن إسحق هو الذبيح .. وهذا ـ فى رأينا ـ عدوان على القرآن الكريم ، يبلغ حد التبديل ، وتحريف الكلم عن مواضعه!
وقبل أن ننظر فى آيات الله التي تحدث بهذا الحديث ، يحسن أن نكشف عن وجه «اليهود» فى هذا المقام ، وعن المدخل الذي دخلوا على المسلمين منه ..
وقبل أن نواجه اليهود بهذه الفرية التي افتروها ، بحسن كذلك أن نذكر ما لليهود من جرأة على الكتاب الذي فى أيديهم ، وعلى العبث به ، وإلقاء أهوائهم وضلالاتهم عليه ، دون تحرج أو تأثم .. وفى هذا يقول الله سبحانه