الْهُدى) (٣٥ : الأنعام) .. ثم لا يحزن النبي إذا وقع الخلاف بين المؤمنين ، فكانوا فرقا فيما بعد ..
فتلك هى سنة الله فى خلقه ..
قوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) تلك الكلمة هى ما وعد الله تعالى به النبي صلىاللهعليهوسلم ألا يعذب قومه وهو فيهم ، كما يقول الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٣٣ : الأنفال).
وقوله تعالى : (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي لو لا هذه الكلمة لأخذهم الله بعاجل عذابه ، ولأوقع بالظالمين المكذبين بأسه الذي حلّ بالمكذبين من قبلهم.
وقوله تعالى : (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) أي أن هؤلاء المشركين فى شك وارتياب من أمر هذا القرآن ، فلم تقع آياته وكلماته موقع اليقين منهم ، لأنهم لم يفتحوا آذانهم له ، ولم يوجهوا عقولهم وقلوبهم إليه ، فلم يستمعوا إليه إلا بآذان صماء ، ولم يلقوه إلا بقلوب مريضة ، وعقول سقيمة ، فكان حكمهم عليه هذا الحكم الفاسد ، الذي ملأ قلوبهم شكا وارتيابا ..
قوله تعالى :
* (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ..
هو عزاء بعد عزاء من الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم ، ودعوة إليه من ربه سبحانه أن يتخفف من هذا الحزن الذي يجده فى نفسه من خلاف قومه عليه ، ومن تهافتهم على موارد الهلاك وهو يمسك بحجزهم ، ويشدهم إليه ، ليأخذ بهم إلى طريق النجاة ، وهم يتفلتون منه ، ويلقون بأنفسهم بالنار ، ويتساقطون فيها تساقط الفراش .. فلا على النبي من بأس ، إذا هو بلّغ دعوته فلم يستجب لها هؤلاء المشركون .. (مَنْ عَمِلَ صالِحاً