«إذ» ، ظرف .. بدل من يوم الآزفة .. والحناجر : جمع حنجرة ، وهى الغلصمة فى أعلى الزور ، والكاظم : المأخوذ من كظمه ، أي من مخنقه .. يقال كظم القربة أي ربط فمها ، ومنه كظم الغيظ : أي حبسه فى الصدر.
والمعنى : وأنذر الناس ـ أيها النبي ـ وحذرهم يوم القيامة وقد أزف ، وهو يوم عظيم ، تختنق فيه الأنفاس ، وتضيق الصدور ، وتجف القلوب وتضطرب ، حتى لتبلغ القلوب الحناجر فى خفقها واضطرابها ..
وقوله «كاظمين» حال من أصحاب القلوب.
وقوله تعالى : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) .. أي ليس للظالمين فى هذا اليوم العظيم ، من صاحب أو صديق يعين ، أو من شفيع تقبل شفاعته فيهم ..
قوله تعالى :
* (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ .. وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ .. إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
خائنة الأعين : أي نظرة العين تكون عن خلسة ، لا يراها الناس ، ولا يعلم بها المنظور إليه.
وقوله تعالى : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) هو تعليل لما فى الآية السابقة من وعيد للظالمين الذين أنذروا بيوم القيامة ، وما فيه من أهوال ، وأن الذي سيحاسبهم هناك هو الله سبحانه ، الذي يعلم ما يبدون وما يكتمون ، لا تخفى عليهم منهم خافية ، ولا يردّ عنهم بأسه أحد ، ولا تقبل فيهم عنده شفاعة من أحد ..
وقوله تعالى : (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ) أي أنه سبحانه ـ مع بأسه ، وسلطانه