الله على أبناء آدم جميعا ، هو أن يتجنبوا عبادة الشيطان ، وأن يحذروا الاستجابة له فيما يدعوهم إليه ، وأن يعبدوا الله وحده .. فهذا هو الصراط المستقيم .. فمن لم يعبد الله ، فقد ضل وهلك ..
قوله تعالى :
* (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)
الجبلّ ، والجبلة : الخلق
والآية تلفت العقول إلى هذه الآثار السيئة التي تركها الشيطان فيمن عصوا الله ، ونقضوا العهد ، واتبعوا خطوات الشيطان .. لقد ألقى بهم الشيطان فى بلاء عظيم ، وأوردهم موارد الهلاك .. فإذا لم ير بعض الغافلين أن يستجيبوا لما دعاهم الله إليه من اجتناب الشيطان ، والحذر منه ـ أفلم يكن لهم فيما رأوا من آثاره فى أتباعه وأوليائه ، ما يدعوهم إلى اجتنابه ، ومحاذرته؟
ـ وفى قوله تعالى : (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ؟) هو عود باللائمة والتوبيخ لهؤلاء الذين لا تزال أيديهم ممسكة بيد الشيطان ، وهم يمشون على أشلاء صرعاه منهم!
قوله تعالى :
* (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ..
لقد نقض المشركون عهد الله ، وخرجوا عن أمره .. ولكن الله سبحانه لم ينقض عهده معهم ، وهو أنهم إذا نقضوا عهده ، وخرجوا عن أمره ، كانت النار موعدهم .. كما يقول سبحانه : (النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٧٢ : الحج)
قوله تعالى :
* (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)