إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) (٢٠)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
* (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ ، وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ).
فى هذا العرض للأقوام الذين كذّبوا رسل الله أمران.
الأول : مواساة للنبىّ الكريم؟ بهذا الذي لقيه رسل الله من قبله من تكذيب أقوامهم لهم .. فليس النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بدعا فيما ناله من قومه ، من أدى وضرّ ..
والثاني : هو تهديد لهؤلاء المشركين ؛ أن يلقوا هذا المصير المشئوم الذي لقيه المكذّبون برسل الله.
فرعون ذو الأوتاد ، هو فرعون مصر ؛ الذي وقف من موسى هذا الموقف الذي انتهى به وبجنده إلى الهلاك غرقا.
وأوتاد فرعون ، هى تلك الأهرام التي أقامها فراعين مصر ، فكانت أوتادا على الأرض كالجبال .. فالجبال هى أوتاد الأرض ، كما يقول تعالى : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (٧ : النبأ).
وأصحاب الأيكة : هم قوم شعيب عليهالسلام .. والأيكة الشجر الكثير المجتمع بعضه إلى بعض ؛ أشبه بالغاية ..