قوله تعالى :
* (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ* ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ* إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) ..
الخطاب هنا للمشركين ، الذين عبدوا القوى الخفية ، من ملائكة وجنّ
والفاتن : من يجىء بالفتنة ، ليخدع بها غيره ، ويغرر من يستجيب له ..
وفى الآية الكريمة ، استخفاف بشأن المشركين ، وبما يعبدون من شياطين ، فإنهم وما يعبدون ، لا يملكون من أمر الله شيئا ، وإنهم لا يستطيعون أن يفتنوا أحدا من عباد الله ، إلا من كان من أهل الضلال ، ومن سبقت إرادة الله فيه أنه من أصحاب الجحيم .. كما يقول الله تعالى لإبليس ـ لعنه الله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (٤٢ : الحجر).
والصّالى : المصطلى بالنار ، المستدفئ بها ، والصّالون للجحيم ، هم المعذبون بالنار ..
قوله تعالى :
* (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) ..
هذا هو لسان حال الملائكة ، تتردد أصدؤه من الملأ الأعلى ، ليملأ أسماع العالمين ، مؤمنهم وكافرهم جميعا.
إن كل ملك منهم ، له مكانه الذي أقامه لله فيه ، وله منزلته بين إخوانه.