إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٤٨)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
* (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ* ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ)
الظرف «إذ» هو قيد لنجاة لوط وأهله بسبب أنه كان من المرسلين ، الذين اختارهم الله لحمل الله رسالته إلى عباده ، فدخل بهذا فى الحكم الذي تضمنه قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٥١ : غافر).
وقوله تعالى : (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) ـ إشارة إلى امرأة لوط ، التي كانت من الضالين ، الذين لم يستجيبوا لدعوته ، فأهلكها الله فيمن أهلك من قوم لوط ، وقد ضربها الله سبحانه وتعالى مثلا لنبتة السوء تنبت فى الأرض الطيّبة ، فقال تعالى فيها وفى امرأة نوح: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (١٠ : التحريم).
والعابرون : هم من عبروا ، وهلكوا ، وعلتهم غيرة التراب. وقوله تعالى : (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) ـ إشارة إلى قوم لوط الذين أهلكهم الله ، بعد أن نجّى لوطا وأهله ، إلا امرأته ، التي هلكت مع الهالكين