اسمه معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعريّ ، مولاهم.
روى عن : أبي إسحاق السّبيعيّ ، ومنصور بن المعتمر.
وعنه : منصور بن أبي مزاحم ، وغيره.
أصله من طبريّة ، وكان ذا دين وتعبّد ، من خيار الوزراء (١).
وكان المهديّ يعظّمه ولا يخالفه في رأي.
قال حفيده عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله : أبلى أبو عبيد الله سجّادتين ، وأسرع في الثالث موضع الرّكبتين ، والوجه ، واليدين ، من كثرة صلاته (٢).
وكان له في كلّ يوم كرّ دقيق يتصدّق به ، فلمّا اشتدّ الغلاء أتاه مولاه فقال : قد غلا السعر فلو نقصنا من الكرّ ، فقال : أنت شيطان ، صيّره كرّين (٣).
قال : وأخبرت أنّ الجسور يوم مات امتلأت ، فلم يعبر عليها أحد إلّا من تبع جنازته من مواليه واليتامى والأرامل والمساكين (٤).
وروى منصور بن مزاحم ، عن أبي عبيد الله قال : دخلت على المنصور فاستحلفني أن أصدقه ، فحلفت له ، فقال : ما قولك في خلفاء بني أميّة؟ قلت : كلّ من كان منهم مطيعا لله ، عاملا بكتاب الله ، متّبعا لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنّه إمام تجب طاعته ، قال : جئت بها عراقيّة ، أهكذا أدركت أشياخك من أهل الشام يقولون؟ قلت : لا ، بل أدركتهم يقولون : إنّ الخليفة إذا استخلف غفر الله له ما مضى ، فقال : أي والله ، وما تأخّر من ذنوبه ،
__________________
= وقد أضاف محقّق (سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٩٨ بالحاشية) السيد علي أبو زيد بإشراف شعيب الأرنئوط : كتب تهذيب الكمال ، وتهذيب التهذيب ، وخلاصة التهذيب للخزرجي ، وليس في هذه الكتب أيّ ذكر لوزير المهديّ صاحب الترجمة.
(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٩٦.
(٢) تاريخ بغداد ٦ / ١٩٦ ، ١٩٧.
(٣) تاريخ بغداد ٦ / ١٩٧.
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ١٩٧.