جعله (١) أبوه وليّ العهد ، فلمّا توفّي أبوه انعقد الاتّفاق على خلافته ، وكان بجرجان ، فأخذ له البيعة أخوه هارون (٢).
مولده بالرّيّ سنة سبع وأربعين ومائة (٣) ، وكانت خلافته سنة وشهرا (٤).
وكان طويلا جسيما أبيض ، بشفته العليا تقلّص (٥) ، وكان أبوه قد وكلّ به في الصّبا (٦) خادما ، كلّما رآه مفتوح الفم قال : موسى أطبق ، فيفيق على نفسه ويضمّ شفته (٧).
فعن مصعب الزّبيريّ ، عن أبيه قال : دخل مروان بن أبي حفصة شاعر وقته على الهادي ، فأنشده قصيدة يقول فيها :
تشابه يوما بأسه ونواله |
|
فما أحد يدري لأيّهما الفضل |
فقال له : أيّما أحبّ إليك؟ ثلاثون ألفا معجّلة ، أو مائة ألف درهم تدور في الدواوين؟ قال : تعجّل الثلاثون ألفا ، وتدور المائة ألف ، قال : بل تعجّلان لك جميعا (٨).
قال نفطويه : قيل إنّ موسى الهادي قال لإبراهيم الموصليّ : إن أطربتني فاحتكم ما شئت ، فغنّاه :
سليمي أزمعت بينا |
|
فأين لقاؤها أينا؟ |
الأبيات.
__________________
(١) في الأصل «حمله».
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢.
(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٧٤.
(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢.
(٦) في الأصل «الصبي».
(٧) الإنباء في تاريخ الخلفاء ٧٤.
(٨) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣ ، ٢٤ ، الأغاني ١٠ / ٨٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٥٩ ، وفيات الأعيان ٥ / ١٩٠ وفيه ان بيت «تشابه يوما ..» قاله مروان في معن بن زائدة.