أخذت مالك ثم فرغ فمن لي بمثله صحيح (١)؟.
فتركته ثم عدت من الغد فقلت : بلغني في الحديث أنّ الرجل لا تستجاب دعوته في العامّة حتى يكون نقيّ المطعم ، نقيّ الملبس ، فادع لهذه الأمّة دعوة ، فابتدر الباب مغضبا ثم قال : أنت بالأمس تفتنّي (٢) ، وأنت اليوم تشهرني!؟ فأتيت الأوزاعيّ ، فقال لي : يا سعيد ، دع سليمان الخوّاص وإبراهيم بن أدهم ، فإنّهما لو كان أدركا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لكانا من خيار الصّحابة (٣).
وقال عبد الله بن خبيق ، قال يوسف بن أسباط : ذهب إبراهيم بن أدهم بالذّكر ، وذهب الخوّاص بالعمل (٤).
يعقوب بن كعب الأنطاكيّ ، عن أبيه ، عن سليمان الخوّاص. وقيل له : إنّ الناس شكوك أنّك تمرّ فلا تسلّم عليهم ، فقال : والله ما ذاك لفضل أراه عندي ، ولكنّي شبه الحنش (٥) ، إن ثوّرته ثار ، وإن قعدت مع النّاس جاءني ما أريد وما لا أريد (٦).
وقال مؤمّل بن إهاب : رأي رجل كأنّ القيامة قد قامت ، ونودي : ليقم السّابقون الأوّلون ، فقام سفيان الثّوريّ ، ثمّ قام سليمان الخوّاص. ثم نودي : ليقم السّابقون ، فقام إبراهيم بن أدهم (٧).
وعن سليمان الخوّاص قال : كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطّواحين (٨).
__________________
(١) حلية الأولياء ٨ / ٢٧٧ باختلاف في العبارات. وانظر : صفة الصفوة ٣ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٤٥٢.
(٢) في الأصل «تفيني» ، والتصويب من (صفة الصفوة).
(٣) صفة الصفوة ٣ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ وليس فيه «إبراهيم بن أدهم» مع اختلاف يسير. والخبر في تاريخ دمشق ١٦ / ٤٥١.
(٤) تاريخ دمشق ١٦ / ٤٥١.
(٥) في حلية الأولياء «شيبة الحسن».
(٦) حلية الأولياء ٨ / ٢٧٧.
(٧) تاريخ دمشق ١٦ / ٤٥٢ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٧٥.
(٨) في حلية الأولياء ٨ / ٢٧٧ : «كيف آكل الطعام وأنا لا أدري إلا رجاء».