بالأعضاء الضعيفة ، أو الفاسدة فيه ، إلا أنهم من جهة أخرى أفراد متميزون .. كلّ منهم له وجوده الذاتي ، وحياته الخاصة به ، وحسابه الذي يقوم عليه ميزانه فى مقام الخير والشر على السواء .. فإذا نظر إلى الإنسان من خلال المجتمع ، كان عليه أن يكون عضوا صالحا فيه ، ثم كان عليه أيضا أن يعمل على إصلاح ما يظهر من فساد فى مجتمعه .. ففى ذلك حماية له من عدوى الفساد ، ومن ريحه الخبيثة ، أن تفسد عليه حياته ..
ثم إذا نظر إليه من خلال ذاته ـ صالحا كان أو فاسدا ـ كان التعامل معه فى مقام الحساب والجزاء على أساس شخصى .. فله إحسانه كله ، وعليه إساءته كلها .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :
ـ (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)
والوزر : الإثم والذنب.
والوازرة. حاملة الوزر ، والمراد بها ذات الإنسان ..
والمعنى ، أنه لا يحمل إنسان ذنب غيره ، ولا يعينه فى حمله ، وإن كان حمله خفيفا ، وحمل غيره ثقيلا ، ولو كان حامل هذا الحمل الثقيل قريبا ، كأب ، أو ابن ، أو زوج ، أو أخ لمن يدعوه إلى حمل بعض ما حمل .. كما يقول سبحانه بعد هذا :
ـ (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى)
هذا هو ميزان الحساب للناس .. لكل إنسان عند الله ، جزاء ما عمل ..
قوله تعالى :
ـ (إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)
أي إنما ينفع هذا البيان ، وذلك النذير ، من يخشى الله بالغيب ، ويعرف