(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠ : يس)
ـ قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ .. لَهُ الْمُلْكُ) أي ذلك الذي أقام الوجود على هذا النظام ، واستولى بسلطانه على كل شىء فيه ـ هو الرب ، الخالق الذي لا رب سواه ولا خالق غيره .. فمن ابتغى ربّا غيره فقد ضل ، ومن عبد معبودا سواه فقد هلك .. ذلك هو ربّ العالمين ـ له الملك ، وله الخلق والأمر ..
ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)
القطمير : هو القشرة الرقيقة التي تكون غلافا للنواة فى داخل الثمرة ..
أمّا الذين يعبدهم المشركون من أرباب ، فإنهم لا يملكون مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض .. ما يملكون جميعا قشرة من نواة .. فما أضلّ من يلتمس العزّة ، ويرجو الخير ممن لا يملك شيئا ..
قوله تعالى :
(إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
أي أن هؤلاء المعبودين الذين اتخذهم المشركون أربابا لهم من دون الله ، إن يدعهم عابدوهم إلى أي أمر ، ولأية حاجة ـ لا يسمعوا دعاءهم .. لأنهم أحجار صمّاء ، ودمى خرساء .. (وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) أي لو قدّر لهم أن يسمعوا ـ فرضا ـ أو كان فيهم من يسمع ـ فعلا ـ كالملائكة والجنّ ، وغيرهم ممن يعبدهم المشركون ـ ما استجابوا لهم ، وما أسعفوهم بما يطلبون منهم .. إنهم يطلبون شيئا ممن لا يملك شيئا .. وفاقد الشيء لا يعطيه ..
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) .. وأكثر من هذا