بين القرس والروم ، وقد بدأت طلائع الهزيمة تنزل بالروم ، فاستولى الفرس على أنطاكية ، وهى من كبريات المدن الشرقية للدولة الرومانية ، ثم استولوا بعد ذلك على دمشق ، ثم على بيت المقدس ذاتها ، وأشعلوا فيها النيران ، وأحرقوا كنيسة القيامة ..
وعام ٦١٤ من الميلاد واقع بعد بعثة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسابق لهجرته صلوات الله وسلامه عليه.
وطبيعى أن أنباء هذه المعركة ، لم تصل إلى مكة في يومها ، وربّما يكون ذلك بعد عام أو أقل من عام ، وإن لنا أن نفترض أنه في عام ٦١٥ من الميلاد كان نزول هذه الآيات التي نزلت بها أول سورة الروم ، لتلتقى مع هذا الحدث ، ووقعه على المسلمين والمشركين في مكة ...
وقد حدّدت الآيات أنه بعد بضع سنين سيكون الغلب للروم .. وإذا كان البضع بين ثلاث إلى عشر .. فاسمع ما جرى ، وما تحدث به صحف التاريخ الرومانىّ.
تقول تلك الصحيفة : إنه في سنة ٦٢٢ من الميلاد ـ أي بعد سبع أو ثمانى سنين من حرب الروم والفرس ، بدأت المعارك بين الروم والفرس مرة أخرى ، وكان هذا إرهاصا ـ عند من يرقب الأحداث ـ بأن ما تحدّث به القرآن عن هاتين الدولتين يمكن أن يقع على ما أخبر به!.
ومع هذا ، فإن المشركين حين بلغتهم أنباء هذه المعارك ، كانوا يتوقعون النصر للفرس ، ولهذا ، فإن أبىّ بن خلف حين علم بهجرة أبى بكر طلب إلى عبد الله بن أبى بكر أن يكون كفيلا لأبيه في أداء ما خاطره به ، إذا غلبت الفرس ، وقد قبل عبد الله بن أبى بكر هذا.
وفي عام ٦٢٤ من الميلاد ، كانت معركة بدر ، وحين خرج أمية بن خلف