والآخرة ، وبالعذاب المهين ، يوم الحساب والجزاء ..
ـ وفي قوله تعالى : (يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) تعظيم لشأن الرسول ، وتغليظ للجرم الذي يقع في ساحة حرمه ، من الكافرين ، والمنافقين ، ومن فى قلوبهم مرض .. فهذا الذي يسوء النبىّ ويؤذيه من أقوال أهل الضلال وأفعالهم ، يؤذى الله سبحانه وتعالى .. فكيف تكون نقمة الله ممن يؤذيه؟ ذلك ما لا يمكن تصوره!
قوله تعالى :
. (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) .. إن أهل السّوء مؤاخذون بجناياتهم ، أيّا كان موقع هذه الجنايات .. ولكنها حين تكون في حق النبي تكون جنايات غليظة ، وعدوانا آثما ، إذ كان النبىّ داعية خير ، ورسول هدى ورحمة .. فإذا لم يكن ـ والحال كذلك ـ ثمة جزاء بالإحسان ، لقاء هذا الإحسان ، فلا أقلّ من ألا يكون بغى وعدوان .. فإذا كان بغى وعدوان ، فهو البلاء المبين ، والإثم العظيم ..
والمؤمنون والمؤمنات ، هم أولياء الله ، وهم جنده في الأرض ، ورسله بين الناس .. والعدوان عليهم ـ بغير ما اكتسبوا ـ عدوان على الحقّ ، واجتراء على حرم الله .. ومن ثمّ ، فإن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ، فقد احتملوا بهتانا ، أي افتراء وعدوانا على الحق ، وباءوا بإثم عظيم ، يلقون جزاءه عذابا ونكالا ..
وفي قوله تعالى : (بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) احتراس من الأذى الذي ينال المؤمنين والمؤمنات بما كسبت أيديهم .. فهذا الأذى لا يدخل في الحكم الذي ينال من يؤذونهم لغير ذنب ارتكبوه .. فالمؤمن والمؤمنة ، قد يسرقان