نسائه ، وأن يقسم بينهن كيف يشاء .. ثم إن له بعد هذا أن يضمّ إليه من أرجأ منهن .. إذا رغب فيها ..
فذلك كله ، تخفيف عن النبىّ ، ورفع لإعناته وإرهاقه بعد أن حمل هذا العبء الثقيل من النساء ، إلى جانب ما حمل من أعباء ثقال ..
وفي قوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ) إشارة إلى أن هذا التدبير الذي من شأنه أن يجعل نساء النبي كلهن إلى يده ، عن قرب أو بعد ـ فيه إرضاء لهن جميعا ، القريبة منهن لقربها ، والبعيدة لصلتها بالرسول ، وانتسابها إليه ، وعدّها من أمهات المؤمنين ، وحسبها بهذا قرّة عين ، وروح روح ، وسكن فؤاد.
قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) .. علم الله سبحانه وتعالى بما في القلوب ، داعية إلى أن تكون القلوب مستودع خير وعدل وإحسان ، حتى يرى الله منها ما هو خير وعدل وإحسان ، فيثيب أهلها بما هم أهل له من ثواب جزيل وأجر كريم ..
والقلوب في تلك المواطن التي تجمع بين الرجال والنساء في حياة زوجية ، هى ملاك الأمر في إصلاح هذه الحياة ، وازدهارها ، وإرواء النفوس من ينابيع الرحمة والمودة .. وذلك إذا صلحت القلوب ، وخلصت النيات .. أما إذا انطوت القلوب على فساد ، وتلاقت على غش وخداع ، فلن تثمر الحياة الزوجية إلا ثمرا نكدا ، يطعم منه الزوجان ما يشقيهما ، ويضنيهما. ويزرع العداوة والشنآن بينهما ..
وفي وصف الله سبحانه وتعالى بالحلم ، دعوة إلى كل من الأزواج والزوجات إلى الأناة والرفق ، وإلى الصبر والاحتمال ، لما يقع في الحياة الزوجية من