وَلَوْ
أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ
شَيْءٍ رَقِيباً)
(٥٢)
____________________________________
التفسير
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ
قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها
فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً)
مناسبة هذه الآية
لما قبلها ، هى أن الآيات السابقة ذكرت حالا من أحوال الطلاق والزواج ، وهو طلاق
امرأة الابن المتبنّى ، ثم زواجها من أبيه المتبنّى له .. فناسب أن يذكر حكم
المرأة المطلقة ، من حيث العدة ، والنفقة ..
فالمرأة المعقود
عليها عقد نكاح ، ولم يدخل بها الزوج ، ولم يمسّها ، ولم يختل بها خلوة شرعية ـ ليس
عليها عدة ، لمن طلقها ، وإنما تحل لمن يريد الزواج منها بمجرد طلاقها .. إذ كانت
غير مشغولة بما للرجل عليها من حق ، وهو استبراء الرحم ..
والمراد بالمسّ
هنا المباشرة ، ومعاشرة الرجل للمرأة معاشرة الزوجية ..
وفي قوله تعالى : (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) ـ إشارة إلى أن من
شأن المؤمن أن يقصر نفسه على زواج المؤمنة ، وإن كان قد أبيح له التزوج بالكتابيات
، فإن الزواج من المؤمنات أفضل وأولى ..
وفي قوله تعالى : (فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ
سَراحاً جَمِيلاً) ـ إشارة إلى ما
توجبه الشريعة السمحاء ، من الرفق ، والمياسرة ، والإبقاء على الصلات الإنسانية ،
عند انفصام الحياة الزوجية .. والمراد بالمتعة ، هو ما يعطيه الرجل