أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً) (٢٠)
____________________________________
التفسير
فى هذه الآيات مقطع من غزوة الأحزاب ، المعروفة بغزوة الخندق ..
وكان يهود المدينة ، من بنى قريظة وبنى النضير ، قد حرّضوا قريشا على حرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم .. فقد جاء إلى مكة نفر من رؤساء اليهود ، وقالوا لقريش إنا سنكون معكم حتى نستأصله ، ونخرجه من المدينة ، فنشطت قريش لذلك ، وأخذت تستعد للحرب ، وتدعو لها أحلافها .. ثم جعل اليهود يثيرون القبائل لهذه الحرب ، فاستجابت لهم قبائل كثيرة .. فلما استكملت قريش عدتها ، خرجت هى وحلفاؤها في جيش كثيف ، يقوده أبو سفيان .. وكان ذلك في شوال من سنة خمس من الهجرة ..
أما اليهود ، فقد استعدوا في داخل المدينة ، ليأخذوا النبي والمسلمين من ظهورهم ، إذا التحم القتال بينهم وبين قريش ..
ولما علم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بما أجمع عليه القوم من هذه الأحزاب المتحزّبة على حربه ، استشار أصحابه ، فيما يلقى به هذه الجيوش الكثيفة .. فاستقر الرأى على أن يقيم المسلمون خندقا حول المدينة ، وقيل إن هذا الرأى كان من سلمان الفارسي ..
وبدأ المسلمون في حفر الخندق ، وقد عمل معهم فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان المسلمون يرتجزون وهم يعملون ، بهذا الرجز :