به الله ، سواء أكان لهم أم عليهم .. بل إنهم إن وجدوا فى حكم الله ، ما هو لهم ، أخذوا به ورضوا عنه ، وإن وجدوه على غير ما يريدون ، أعرضوا عنه ، وتنكروا له ..
ـ وفى قوله تعالى : (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ..) إشارة إلى أن هذه الأمراض الخبيثة التي يعيش فيها المنافقون ، إنما تنتهى بهم إلى أخسر صفقة ، وهى الظلم الذي هم أول ضحاياه .. إنهم ظلموا أنفسهم ، وساقوها إلى هذا المرعى الوبيل ، الذي لن يطعموا منه إلا الخزي والخسران فى الدنيا ، والعذاب الأليم فى الآخرة ، وحسبهم أنهم كفروا بآيات الله .. وللكافرين عذاب مهين ..
قوله تعالى :
(إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ..
هذه هى الصورة المشرقة لإيمان المؤمنين ، وما فى قلوبهم من صدق ويقين .. إنهم إذا دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم ، أجابوا بالسّمع والطاعة ، ورضوا بما يقضى به الله ورسوله فيهم ، سواء أكان ذلك لهم ، أم عليهم .. هكذا الإيمان ، وهكذا شأن المؤمنين : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ .. وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٣٦ : الأحزاب) إنه السمع والطاعة لما يأمر به الله ورسوله ، دون تردد أو ارتياب .. إذ لا إيمان مع تردد فى أمر من أمر الله أو شك فى حكم من أحكامه ..
قوله تعالى :
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).
هذا هو جزاء المؤمنين حقا .. الفوز برضوان الله ، بعد أن أفلحوا حين