يشاء .. ولو كان ذلك من عمل غير هذه القدرة المطلقة ، لجاءت جميع المخلوقات فى قالب واحد ، وعلى صورة واحدة ..
ـ وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تقرير لهذه الحقيقة ، وتأكيد لها ، وأنها لا تصدر إلا ممن هو على كل شىء قدير .. لا يعجزه شىء
وهذا كلّه فى عالم الأرض .. ومن قطرة الماء ..
وأين الأرض ، وما فيها ، ومن فيها ، من ملك الله العظيم؟
ألا شاهت وجوه من يولّون وجوههم إلى غير الله ، وألا خسئ وخسر المبطلون! ..
قوله تعالى :
(لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) المراد بالآيات المبينات ، هى تلك الآيات التي تحدثت عن نور الله ، وعن أن هذا النور هو آيات مبينات ، تسرى فى كيان الموجودات ، وتقيم كل موجود بمكانه الملائم له ، وتوجهه وجهته المقدرة له .. ثم كان من نور الله ، تلك الآيات القرآنية ، التي كشفت للناس طريقهم إلى الله ، وأطلعتهم على دلائل قدرته ، وآثار رحمته .. وذلك فيما جاء فى الآيات التي تحدثت عن بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ، ويذكر فيها اسمه .. والآيات التي تحدثت عن الكافرين وأعمالهم ، ثم فى هذه الآيات التي عرضت تلك المشاهد الناطقة بقدرة الله ، وسعة علمه ونفوذ سلطانه .. من السحاب والمطر ، ومن خلق الحياة القائمة على الأرض من عنصر الماء ..
ففى هذا كله ، آيات مبينات ، أي موضحات ، وكاشفات ، لطريق الحق ، والهدى ، والإيمان بالله ، والولاء له ، والتسبيح بحمده.