مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ .. يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ .. إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..)
هذه الآية ، شارحة لنعمة الماء ، الذي أشارت إليه الآية قبل السابقة .. فهذا الماء الذي ينظر إليه بعض الناس نظرة باردة جامدة ، ولا ينظر إليه بعضهم أبدا ـ هذا الماء هو أصل هذه الحياة ، وهو جرثومة كل حى .. من نبات ، أو حيوان ، أو إنسان .. وهذا ما جاء فى قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ..) فليعد الإنسان الغافل النظر إلى هذا الماء ، وليرجع إليه البصر مرة ومرة ومرات ، وسيرى أن هذا الماء هو أصل وجوده ، كما أنه سبب فى إمساك هذا الوجود ، وحفظه ، وأنه لو حرم الماء لأيام معدودة لهلك!.
فالماء ، هو الحياة العاملة فى هذا الكوكب الأرضى .. ففى الماء أودع الله سرّ الحياة ، فى صورها المختلفة ، وأشكالها المتباينة المتعددة .. فحيث كان الماء كانت الحياة ، وكانت الحركة ، وكان التوالد لصور الحياة ، التي تكتسى بها الأرض حسنا وجمالا ، وتتبدل بها من وحشتها بهجة وأنسا ..
ونظرة فى وجوه الأرض المختلفة ، يتكشف لنا منها ما للماء من آيات وأسرار .. فحيث يوجد الماء يوجد الخصب والنماء ، وتشاهد الحركة والحياة ، وحيث يفتقد الماء ، يكون الجدب ، والوحشة ، والموات ، والهمود.!
ومن أجل هذا كان للماء هذا الذّكر الحفىّ به فى القرآن الكريم .. ويكفى أن يكون عرش الله سبحانه وتعالى على الماء ، كما يقول سبحانه : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (٧ : هود) .. والمراد بالعرش ، هو السلطان .. وهذا يعنى أن سلطان الله