المجتمع الإنسانى ، وإلى الروابط التي تربط الفرد بالجماعة ، فهو نظر جانبى يحىء تبعا للنظرة المتجهة اتجاها مباشرا إلى الإنسان وحده.
ومن هنا كان الحكم على الخير والشر ـ فى تقدير الفلسفة الحديثة ـ قائما على أساس فردى بحت ، بمعنى أن الفرد ـ والفرد وحده ـ هو الذي له أن يحكم على هذا الأمر بأنه خير أو شر ، ثم إنه ليس هذا بالذي يمنع من أن يجىء غيره فينقض عليه حكمه ، فيرى ما رآه غيره خيرا ، شرا ، وما رآه شرا ، هو عنده خير ..
وعلى هذا ، فهناك ـ عند الفلسفة الحديثة ـ خير وشر ، ولكن لا ذاتية للخير أو الشرّ ، بل هما أمران اعتباريّان ، فالخير ما رآه الإنسان خيرا. والشر ما رآه شرا .. وإنه لا خير ولا شرّ فى حقيقة الأمر!!
وفى هذا يقول الفيلسوف الأمريكى «وليم جيمس» : «إن الإنسان هو مصدر الخير والشرّ ، والفضيلة والرذيلة .. إن الخير خير بالنسبة له ، والشرّ شر بالقياس إليه .. إن الإنسان هو الخالق الوحيد للقيم فى ذلك العالم ، وليس للأشياء من قيمة خلقية إلا باعتباره هو»!!
ويمكن أن يكون هذا الرأى تلخيصا للفلسفة الحديثة ، وإن دخلت عليه بعض الألوان والأصباغ ، فإن اللون الغالب فيه هو هذا اللون الذي يجعل للإنسان وحده تقييم الأشياء ، وتصنيفها ، ووضع كل شىء منها فى موضعه من الخير والشر ، والحسن والقبح ..!
الخير والشرّ فى نظر الإسلام :
لا تحفل الشريعة الإسلامية بالنظر الفلسفي فى حقائق الأشياء ، ولا تعنى بالجدل اللفظي حول ماهيتها ، لأن غاية هذه الشريعة ليست تربية الملكات