(لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
الضمير فى (فِيها) يعود إلى قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) على اعتبار أن من هذه الشعائر بهيمة الأنعام ، المساقة هديا إلى بيت الله ..
والمعنى ، أن ما يساق إلى البيت الحرام من هدى ، هو أمانة فى أيدى أصحابه ، وأن لهم أن ينتفعوا به الانتفاع الذي لا يسوءه ولا يتضرر منه .. كالانتفاع بلبنه مثلا ..
وفى قوله تعالى : (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) تذكرة بالجهة التي سيهدى إليها هذا الهدى ، وأن ذلك من شأنه أن يجعل لهذا الهدى حرمة ورعاية خاصة .. إذ كان آخذا طريقه إلى بيت الله ، مع الآخذين طريقهم إليه ، فله حرمة ينبغى أن تؤدّى ، وله ذمام يجب أن يرعى .. فهو بعض وفد الله إلى ، بيت الله!!
وسمّى البيت الحرام بالبيت العتيق ، لأنه أول بيت وضع للناس ، كما يقول سبحانه وتعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) .. فهذه الأولية ، هى فى مقام الإحسان والخير ، سبق له خطره وقدره .. فكلمة عتيق هنا تضاهى كلمة «عريق» ، أي هو عريق وقديم فى مقام الخير والإحسان .. فكما سبق السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار إلى الإسلام ، واستحقوا بهذا السبق ما خصّهم الله سبحانه وتعالى به من فضل وإحسانه .. فكذلك هذا البيت ، إذ كان أول بيت لله على هذه الأرض ، فقد استحق أن يكون أكرم بيوت الله على الله ، وأولاها بالإجلال ، والاحتفاء .. من عباد الله