ـ وفى قوله تعالى : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ) .. إشارة إلى أن هؤلاء المعتقدين فى الله هذا المعتقد لا علم لهم بما لله سبحانه من قدر ، يتنزه به عن الصاحبة والولد ، وعن الشريك فى الملك ..
فالضمير فى «به» يعود إلى الله سبحانه وتعالى .. وهذا يعنى أن علمهم بالله هو علم ناقص ، مشوب بالأوهام والضلالات .. وليس الخلف خيرا من السّلف فى هذا العلم بالله ، فهم جميعا على جهل ، وسفه ، وضلال .. (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ ..)
ـ وفى قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) تشنيع عليهم ، وتهويل لهذه الكلمة الحمقاء التي يقولونها فى الله ، وأنها قولة لا تستند إلى عقل ، ولا تقوم على منطق ، وإنما هى مما يجرى على الأفواه من لغو الكلام وساقطه!
ـ وقوله تعالى : (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) هو وصف كاشف لهذا القول الذي يقولونه فى الله ، سبحانه وتعالى ، وأنه قول كذب صراح وبهتان مفضوح! وهذا ما أشار إليه قوله سبحانه وتعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ .. ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٣٠ : التوبة). و «إن» حرف نفى ، بمعنى «ما» .. أي ما يقولون إلا كذبا.
قوله تعالى :
* (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً).
الخطاب هنا ، للنبى صلوات الله وسلامه عليه .. والضمير فى قوله تعالى : (عَلى آثارِهِمْ) يعود إلى مشركى العرب ، وخاصة مشركى مكة.
والباخع : من مات غمّا ، والبخع ، هو الموت غمّا ، وبخع بما عليه من حقّ : أقرّ به مكرها على مضض.