ورابعة .. وهى أن يأتيهم بالله ومعه الملائكة ..
(أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) .. والقبيل : ما يقابل الشيء ويواجهه ، ومنه القبلة ، لأنها فى مقابل من يتجه إليها ، ويقبل عليها ..
وخامسة .. وهى أن يكون له بيت عظيم ، وقصر مشيد ، كقصر كسرى أو قيصر ، تحتشد فيه الزخارف ، وتجتمع فيه ألوان الزينة والترف ..
(أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) أي من ذهب.
وسادسة ، وهى أن يرقى فى السماء ، ويرى صاعدا إليها ، كما تصعد الطيور الى ما فوق السحاب ..
(أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ ..)
وإنهم لن يصدّقوا ما تراه أعينهم ، إذا هو صعّد إلى السماء ، فقد يكون ذلك من قبيل السّحر ، وإنّما الذي يجعل من صعوده إلى السماء آية عندهم ، أن يعود إليهم ، ومعه كتاب كالكتاب الذي جاء به موسى ..
(وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) ..
فهذه مقترحاتهم المتحدية ، التي اقترحوها على النبىّ ، وله أن يختار أيّا منها .. فإن أعجزته واحدة ، فليختر غيرها .. فإن أعجزته هذه المقترحات كلها ، فقد أسقط فى يده ، وظهر عجزه ، وكان عليه أن يستسلم لهم ، ويدع ما يدعوهم إليه ..
وفى هذه المقترحات أمور .. منها :
أولا : أنها صيغت صياغة يبدو منها أن القوم قد أنصفوا النبىّ ، ولم يجيئوا إليه متعنّتين ، حيث وضعوا بين يديه أكثر من سبيل ، فيتخيرّ أيسرها عليه ، وأقربها تناولا منه ..