ذا شأن عظيم ، يلفت إليه الأنظار ، ويستدعى إليه المشاهدين .. وقيل إن هذا الوقت يحتشد فيه الملائكة ، حيث يلتقى ملائكة الليل ، وملائكة النهار ..
ودعوة النبىّ إلى إقامة الصلاة من وقت زوال الشمس عن كبد السماء ، إلى دخول الليل واشتداد ظلامه ، هو دعوة له ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى إقامة أربع صلوات ، هن : الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء .. وأما صلاة الصبح ، فقد جاء الأمر بها فى قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) .. وقد أفردت وحدها ، لما فيها من مشقّة ، ولما فى وقتها من بركة.
وفى قوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) ـ دعوة خاصة إلى النبي الكريم ، أن يتهجّد بالقرآن .. إلى جانب إقامة الصلاة المفروضة .. وقد كانت تلاوة القرآن هى عبادة النبىّ فى أول الدعوة ، حيث جاء أمر الله سبحانه وتعالى إليه بقوله : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً* نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ..) فلما فرضت الصلاة ، ظلت تلاوة القرآن فريضة واجبة على النبىّ ، مندوبة ، للمؤمنين ..
والتهجّد : اليقظة بالليل بعد النوم ..
ومن الليل : أي من بعض الليل ، لا كلّه .. فحرف الجرّ «من» للتبعيض.
والنافلة : الزيادة ، على المطلوب ..
فالنبىّ صلىاللهعليهوسلم ، مطالب فى هذا ، بما لم تطالب به أمته ، وهو أن يقوم من الليل ، بعد أن ينزع عنه لباس النوم ، وأن يصحب القرآن معه ،