ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (٦٩) وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) (٧٠)
____________________________________
التفسير :
* قوله تعالى : (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) ..
بعد أن خوطب الإنسان من الله سبحانه وتعالى ، بقوله : (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) جاء الخطاب إلى النّاس جميعا ، شارحا هذه الوكالة ، وما يجىء منها إلى الإنسان من إمدادات الخير والإحسان من ربّ العالمين ، فالله سبحانه ، هو الذي سخّر للناس البحار والأنهار ، تجرى فيها الفلك بأمره حاملة الناس وأمتعتهم من بلد إلى بلد ، دون أن يطغى الماء على الفلك ، أو يمسكها على ظهره بلا حراك .. كما يقول سبحانه : (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) (٣٣ : الشورى) وهو سبحانه بهذه الوكالة القائمة على الناس قادر على أن يدفع عنهم ما يكيد به الشيطان لهم ، إذا هم آمنوا بالله واتخذوه وكيلا.
قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً)
وفى الحال التي تتعرض فيها الفلك لريح عاصف ، أو موج صاحب ، لا تجدون أيها الناس من يكشف هذا البلاء ، إلا الله .. (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) فليس لمعبوداتكم التي تعبدونها سبيل إليكم وأنتم فى هذا الكرب .. إنهم قابعون هناك حيث تركتموهم فى معابدكم ، أحجارا جاثمة ، أو جثثا هامدة .. ولكن سرعان ما تنسون أيها الناس فضل الله عليكم ، ورحمته