الأعاجم ، ثم ينسجونها بلسانهم العربىّ كما نسجها محمد؟ تلك حجة داحضة ، وقول هزل!
وقد اختلف فى اسم هذا الأعجمى الذي يشير إليه المشركون ، كما اختلف فى أهو يهودى أم نصرانىّ!
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) .. الذين لا يؤمنون بآيات الله ، هم هؤلاء المشركون ، وهم كلّ من فى قلبه مرض ، وفى عقله دخل ، فلا يلتفت إلى آيات الله ، ولا يفتح عقله وقلبه لها ، بل يلقاها معرضا منكرا ، ويمرّ بها مجانبا مجافيا .. فهؤلاء الذين يقفون من آيات هذا الموقف ، لا يهديهم الله ، ولا يمدّهم بأمداد توفيقه وهدايته .. لأن (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) جزاء هذا الضلال ، وهذا الصدّ عن آيات الله ..
قوله تعالى : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) ـ هو اتهام لهؤلاء المشركين ، بأنهم هم الذين يفترون الكذب ويتعاملون به ، ولا يجدون حرجا فى أن يكذبوا ، ويكذبوا ، فى غير حياء! إنهم لا يؤمنون بآيات الله ، ومن ثمّ فهم لا يؤمنون بالله ، ولا يخشون عقابه .. ولا يجدون فى أنفسهم وازعا يزعهم عن الكذب والافتراء على الله ..
أما الذين يؤمنون بآيات الله ، فإنهم يؤمنون بالله ، ويوقّرونه ، ويخشون عذابه .. فلا يخرجون عن الجادّة ، ولا يقبلون أن تكون كلمة الكذب من بضاعتهم!
وفى هذا دفاع عن النبىّ ، ودفع لهذا الاتهام المفترى ، الذي يتهمه المشركون به .. كما أنه دمغ للمشركين بالكذب والافتراء حيث حكم الله سبحانه وتعالى عليهم هذا الحكم الأبدى بقوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) .. حتى لكأن