النبىّ من جبريل ، فى العرضة الأخيرة للقرآن ، ثم تلقاها من النبي الصحابة وكتّاب الوحى .. ثم تلقاها المسلمون .. جيلا بعد جيل ، إلى يومنا هذا ، وإلى يوم الدين ..
____________________________________
الآيات : (١٠٣ ـ ١٠٥)
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ(١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) (١٠٥)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ .. لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) .. هو رد على المشركين الذين أشار إليهم قوله تعالى : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) .. فهم ـ أي المشركون من قريش ـ يتهمون النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بهذه التهمة ، وأنه يفترى على الله الكذب ، إذ يقول إن هذا القرآن منزل عليه من الله .. ثم إنهم لا يقفون عند هذا ، بل يرمون النبىّ بأنه لا يفترى هذا الافتراء من ذاته هو ، بل يستعين على ذلك بأهل العلم ، الذين يتصل بهم ، ويتلقى عنهم ما يجىء به من مفتريات .. وذلك أنهم إذ يرون هذا العلم الذي تحمله آيات الله وكلماته ، لا يرون أن مثل محمد ـ وهو واحد منهم ـ يستطيع أن يكون عنده شىء من هذا ، ولكنه باتصاله بأهل الكتاب ،