مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩٧)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ..
مناسبة هذه الآية لما قبلها ، هى أنه وقد ذكر الله سبحانه وتعالى فى الآية السابقة : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) ناسب أن يجىء بعدها بيان لما فى القرآن الكريم من تبيان لكل شىء ، وهدى ، ورحمة ، وبشرى للمسلمين .. وهذا ما ضمت عليه هذه الآية : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ..)
فما فى القرآن الكريم كله ، هو دعوة إلى العدل والإحسان وإيتاء ذى القربى ، ونهى عن الفحشاء ، والمنكر والبغي ..
فالعدل هو القيام على طريق الحق فى كل أمر .. فمن أقام وجوده على العدل استقام على طريق مستقيم ، فلم ينحرف عنه أبدا ، ولم تتفرق به السبل إلى غايات الخير ..
ومن أتبع العدل بالإحسان ، انما الخير فى يده ، وطابت مغارسه التي يغرسها فى منابت العدل ..
وقد جاء الأمر بالعدل والإحسان مطلقا ، ليحتوى العدل كله ، ويشمل الإحسان جميعه .. فهو عدل عام شامل .. حيث يعدل الإنسان مع نفسه ، فلا يجوز عليها بإلقائها فى التهلكة ، وسوقها فى مواقع الإثم والضلال .. ويعدل