التفسير :
ومن عالم الحيوان ، وما فيه من نافع وضار ، ومسالم ومشاكس ، إلى النبات الذي يتغذى من ضرع السماء ، فتتزين الأرض بأشجاره وأزهاره ، ويطعم الإنسان من حبّه وفاكهته .. ومن عالم الأرض وما فيها من حيوان ونبات ، إلى عالم السماء ، وما فيها من شمس وأقمار ونجوم ـ ففى كل عالم ، وعلى كل موقع منه ، نظر لناظر ، وعبرة لمعتبر.
وفى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) ـ مظهر من مظاهر قدرة الله .. فهو سبحانه الذي أنزل من السماء ماء ، فيه حياة كل حىّ ، فيه حياة الإنسان ، وحياة الحيوان ، طعاما وشرابا.
ـ وقوله تعالى : (فِيهِ تُسِيمُونَ) أي فيه ترعون أنعامكم .. وسمّيت الأنعام سائمة ، لأنها تسم الأرض بأرجلها ، أي تترك فيها أثرا ، أو تسم المراعى بما تأكل منها ، فتترك آثارها عليها ..
وفى قوله تعالى : (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) .. بيان لما تخرجه الأرض من نبات يطعم منه الإنسان ، بعد أن أشارت الآية السابقة إلى ما تخرج الأرض من نبات ترعاه الأنعام ..
قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ .. إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ـ إشارة إلى مظهر من مظاهر القدرة الإلهية ، وما تفيض على الناس من نعم. فبقدرته ـ سبحانه ـ سخّر لنا الليل والنهار ، وجعلهما يتعاقبان ، على هذا النظام ، الذي قاما عليه ، وانتظم وجودنا به ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ) .. يمكن أن تكون