إحساس أي إنسان .. فكيف يتم إذن هذا التناسخ؟ وعلى أي أساس يقوم علم به ، وتستند عقيدة إليه؟
* * *
هذا وقد استعجل بعض المؤمنين بيوم الآخرة ، وبالجزاء فى هذا اليوم استعجلوا هذا العذاب ، فلم يصبروا على هذا الموعد الذي هم على رجاء لقائه بعد الموت ، وخاصة فيما يصيبهم من ظلم ، وما يقع عليهم من بغى .. ولهذا قالوا يرجعة بعض من ماتوا إلى هذه الدنيا مرة أخرى ، قبل البعث العام ، وذلك ليلقوا على أيدى من أساءوا إليهم الجزاء الذي يستحقونه ..
والشيعة الإمامية متمسكون بهذا الرأى ، بل إنه دعامة من دعائم عقيدتهم ، لأنهم على توقع هذه «الرجعة» ينتظرون إمامهم الغائب : «أبو القاسم محمد بن الحسن» وهو «المهدى» عندهم ، كما أنه الإمام الثاني عشر من أئمتهم.
على أن طائفة من الإمامية ـ وهى تدين بالرجعة ـ تتأول الرجعة ، بأنها رجوع الدولة والأمر والنهى إلى آل البيت ، وليست رجوع أعيان الأشخاص ، وبعث الموتى من قبورهم قبل يوم البعث!
* * *
وعلى أىّ ، فإن القول بالتناسخ ، أو القول بالرجعة ، هو توكيد لضرورة البعث ، وأن البعث أمر لا بد منه ، ليسوّى فيه حساب المحسنين والمسيئين بعد هذه الدنيا .. وقد فرض العقل الإنسانىّ التناسخ فرضا ، واعتسفه اعتسافا ، وتقبّله ، وآمن به ، وليس بين يديه شاهد يشهد له ، أو دليل يدلّ عليه .. وما ذلك إلا لأنه رأى الحياة الدنيا ، لا تضع موازين العدل بين الناس ، ولا تأخذ للمظلوم حقّه من ظالمه ..