مِمَّا
تُحْصِنُونَ (٤٨) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
(٤٩)
____________________________________
التفسير :
* (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ
بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يابِساتٍ .. يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) ..
العجاف : المهازيل
، واحدتها عجفاء ، وهى قليلة اللحم لضعفها وهزالها ..
أفتونى : من
الفتيا ، وهى الكشف عن أمر خفىّ ، يسأل عنه أهل الخبرة فيه ..
تعبرون : عبر
الأمر ، سبره واختبره .. وتعبير الرؤيا : عبورها إلى ما وراءها من دلالات .. وعبر
الوادي : جانبه الآخر ..
ورؤيا الملك .. هى
رؤيا نائم ، حيث وقع له فى نومه هذا الذي رآه ، وطلب إلى أهل العلم تأويله ..
(قالُوا أَضْغاثُ
أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ) ..
الأضغاث : الأخلاط
من كل شىء ، ويجمع الغث والثمين ، واحدها ضغث ، ومنه قوله تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ) (٤٤ : ص) أي
مجموعة من أعواد الحطب ، وقيل سباطه نخل ..
لقد رأى الملك فى
منامه تلك الرؤيا التي دعا لتأويلها أهل العلم والنظر من رجال دولته ، فلم ينكشف
لهم منها شىء .. وقالوا هى أخلاط من الأحلام ، أشبه بالهلوسة ، لا تستقيم منها
صورة سويّة يمكن أن يتحققها النظر ، ويقع منها على