السلطان الذي كان له فى مصر .. فكان ـ وهو فى السجن ـ بحكمته ، سيدا ، تسمع كلمته ، ويحتكم إليه فى المعضلات .. وبحكمته نفذ إلى خارج السجن ، وأملى شروطه على فرعون مصر!! ثم بحكمته ، وضع يده على مقاليد الأمور ، فى مصر وتصريف مقاديرها ..
والحكمة التي آتاها الله يوسف ـ عليهالسلام ـ حكمة مستندة إلى علم ، وليست حكمة مودعة فى صدره ينفق منها ، بلا حساب أو تقدير .. وإنما هى حكمة قائمة على دراسة ، ونظر ، أقرب إلى الاكتساب منها إلى الفطرة. وبهذا يجد لها صدى فى نفسه ، وأثرا فى عقله وقلبه ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) إشارة إلى أنه ـ عليهالسلام ـ كان من العاملين الذين أحسنوا العمل ، فكان جزاؤه أن أوتى الحكمة ، وحصّل العلم ..
____________________________________
[يوسف .. والفتنة المتحدّية]
الآيات : (٢٣ ـ ٢٩)
(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (٢٤) وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ