ـ وفى قوله تعالى : (أَخاهُمْ هُوداً). إشارة إلى أن «هودا» ليس غريبا عن القوم ، وإنما هو منهم ، وأخ لهم ، كما أن «محمدا» هو من قريش ، وأخ ، وابن أخ لهم ..
ـ وفى قوله تعالى : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) كشف لهذا الباطل والضلال الذي يمسك به القوم ، ويعيشون فيه .. إنه من مفترياتهم التي ولدتها أوهامهم وأهواؤهم.
(يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ) ..
والدعوة إلى الله ، دعوة خالصة لله ، لا يطلب الداعون ـ وخاصة الأنبياء ـ أجرا عليها ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي دعاهم إلى حمل هذه الدعوة ، وهو سبحانه ، الذي يتولى جزاءهم ، ويوفّيهم أجرهم ..
وقوله : «فطرنى» أي أنشأنى من عدم ، وأخرجنى من الأرض كما تخرج النبتة ، فينفطر لها (أي ينشق) أديمها حتى ترى النور ، وتتنفس أنفاس الحياة ..
وفى هذا ما يكشف عن قدرة الله ، وآثار رحمته فى هذا الإنسان ، الذي كان نطفة .. ثم إذا هو خصيم مبين!
(وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ).
المدرار : الكثير المتتابع ، وأصله من درّ للّبن ، إذا اجتمع فى الضرع ، وغزر ..