هذا هو الموقف الذي ينبغى أن يأخذه الإنسان فى طريق التعرف على الله والإيمان به .. إنه يبدو وكأنه يقف وحده ، لا ينظر إلى غيره مقلدا ، أو متابعا ..
ولكنّ الواقع أن أعدادا كثيرة من الناس تقف مثل هذا الموقف ، تتهدّى إلى الله بنظرها ، وتتعرف إليه بعقلها ، وتؤمن به بقلبها .. فهم إذ جاءوا إلى الإيمان ، جاء إليه كل واحد منهم باستعداده الخاص ، وبتقديره الذاتي الشخصي .. ثم هم إذا دخلوا فى الإيمان كانوا أعدادا كثيرة .. «أولئك يؤمنون به» .. أي أولئك الذين هم على بينة من ربهم ، يؤمنون بهذا القرآن ، لأنه يلتقى مع نظرتهم السليمة التي نظروا بها فى ملكوت السموات والأرض .. فهم – والأمر كذلك ـ أفراد حين ينظرون فى ملكوت السموات والأرض ، وفى دلائل الإيمان ودعوات الهدى .. وهم جماعات كثيرة ، حين يدخلون فى دين الله ، ويصبحون فى المؤمنين .. «أفمن كان على بيّنة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة .. أولئك يؤمنون به» ..
فهو ـ أي المؤمن ـ وحده ، حين يتلقى الإيمان ، ويتقبله .. ثم هو واحد فى جماعات كثيرة تلقت الإيمان وتقبلته!!
وفى قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) هو تهديد لأولئك الذين يقفون من القرآن الكريم موقف المستهزئين المكذبين .. فالنّار موعدهم التي يلتقون عندها بعد أن يقطعوا مرحلة عمرهم ، وهم يتخبطون فى هذا الضلال والظلام ..
والأحزاب ، جمع حزب ، وهم طوائف الضالين ، من كل بيت ، ومن