«ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ فى النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون ، وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا ، لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ما ذا أصابه .. فقال لهم هارون : انزعوا أقراط الذهب التي فى آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها ، فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي فى آذانهم وأتوا بها إلى هارون ، فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وجعله عجلا مسبوكا» (٢٢ : سفر الخروج) .. فيا لله من هذا الافتراء على رسول كريم من رسل الله!
____________________________________
الآيات : (١٥١ ـ ١٥٢)
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (١٥١) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٥٣)
____________________________________
التفسير : وتقع كلمات هرون موقعها من نفس موسى ، فيرقّ له ، ويأسف لما أخذه به ، فيدعو الله له ولأخيه بالمغفرة : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ولم يدخل أحدا من بنى إسرائيل معهما فى هذا الخير الذي طلبه من ربّه ، لأنهم على حال ليسوا هم فيها أهلا لرحمة أو مغفرة ، لهذا الإثم العظيم الذي أغرقوا أنفسهم فيه ، والذي استحقوا به أن يتوعدهم الله تعالى بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) .. فهكذا يجزى البغاة الظالمون ،