(وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
والمراد بالسنين هنا ، هو الجدب الذي يجىء من نقصان النيل ، وقلة الماء الذي يجىء به ، الأمر الذي يترتب عليه جفاف الزرع ، وقلة الثمر .. يقال أسنت القوم أي دخلوا في سنة جدباء.
وهذه ضربة ربما لم ينكشف للقوم فيها وجه العبرة سافرا ، إذ كثيرا ما كان يفعل النيل شيئا من هذا معهم ، وإن كانت فعلاته في تلك المرّة أمرّ وأقسى.
وقد عرفت مصر سبع سنين عجافا كما ذكر القرآن الكريم ذلك في زمن يوسف عليهالسلام ، وكان ذلك من قلة ماء النيل في هذه السنين. فإذا فاض النيل في سنة قالوا هذا مما هو من حظنا ورزقنا ، وإذا أمسك النيل في سنة أخرى تشاءموا بموسى ومن معه ، وعدوّا ذلك من شؤم موسى وجماعته.
(فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ).
والحسنة هنا هى السنة المعاطاة للخير ووفرة الثمر ، والسيئة ، هى السنة الجديب التي لا يحيا فيها زرع ، ولا يجىء ثمر ..
والتطير : هو التشاؤم على عادة العرب من زجر الطير ، فكانوا إذا أطلقوا طائرا ، فطار إلى اليمين .. تيامنوا به ، واستبشروا ، وسمّوه «سانحا» فإذا طار إلى اليسار تشاءموا به وسمّوه «بارحا».
وقوله تعالى : (أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) إشارة إلى أن ما ينزل بهم من خير أو سر ، وما يحل بهم من بلاء أو عافية ، هو من عند الله ، وأن ليس