وسقوط همته .. وأن كلماته التي ينطق بها ليست إلا أصواتا ضائعة فى الهواء!.
وفى التعبير عن كلمة الله بالعلوّ ، إشارة إلى أن كلمات الله سبحانه ، هى فى المكان المتمكن ، الذي تستولى به على كل شىء ، بحيث لا تقف لها قوة ، ولا يحول دونها حائل ..
وفى وضع ضمير الفصل «هى» بين المبتدأ والخبر فى قوله سبحانه : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) إشارة أخرى إلى كلمة الله ، وإلى تحقيقها ، وإفرادها بهذه المنزلة دون غيرها من الكلام البشرى على أي مستوى .. فهى وحدها هى العليا ، المتفردة بهذا المقام المتمكن من العلوّ ..
ولهذا جاء بعدها الوصف المناسب لله سبحانه وتعالى ، صاحب هذه الكلمة : (وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .. فهو العزيز الذي لا عزة لأحد مع عزّته ، وهو الحكيم الذي ـ مع ماله من عزّة مطلقة ، ومن سلطان لا ينازع ـ يضع الأمور مواضعها القائمة على ميزان الحكمة والعدل والإحسان ..
أما هؤلاء المشركون ، الذين يستشعرون العزّة والقوة من أنفسهم على غيرهم من الضعفاء ، فإن عزّتهم عزة غاشمة جهولة ، وقوتهم قوة عمياء حمقاء ، تضرب بغير حساب ، ولا تقدير!
والغار الذي تشير إليه الآية الكريمة ، هو غار ثور ، فى أعلى جبل يقال له جبل ثور ، على مسيرة ساعة من مكة ، على يمين المتجه إلى المدينة.
قوله تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).