المحسوس ؛ إن هو إلا صورة مجسّدة ممثلة للعالم المعنوي المقابل له .. كالكلمة التي تصور المعنى ، وكالجسد الذي يلبس الرّوح الذي له.
____________________________________
الآيات : (٣٦ ـ ٣٧)
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (٣٧)
____________________________________
التفسير : مناسبة هاتين الآيتين لما قبلهما هى أنهما تكشفان عن وجه من وجوه التأويلات الفاسدة ، لشريعة الله ، فتغير وتبدّل من صورتها التي أقامها الله عليها ، وذلك أشبه بما عليه الأحبار والرهبان ، من العبث بدين الله ، وجعله وراء أهوائهم وما يشتهون .. فناسب أن تجتمع هاتان الصورتان فى هذا المقام.
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ) أي فى تقديره (اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) أي هكذا عدّة شهور العام فى كتاب الله ، الذي أودع فيه مقررات علمه ، وذلك يوم خلق السموات والأرض ، وربط بينهما بهذا النظام الفلكي ، فكانت دورة الأرض حول الشمس التي تتم بها الفصول الأربعة ـ مقدرة باثنى عشر شهرا .. لا تزيد ولا تنقص ..