قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١٥)
____________________________________
التفسير : تمضى الآيات بعد هذا فى تقرير الأحكام التي تنتظم الصّلات التي بين المؤمنين وأعدائهم من المشركين والكافرين ..
فبعد أن قضى الله بنقض العهود التي بين المشركين والمسلمين ، وإمهالهم أربعة أشهر يتدبّرون فيها أمرهم ، استثنى الله سبحانه وتعالى من هؤلاء المشركين من عرف المسلمون منهم الوفاء بالعهد ، فأبقى على عهودهم إلى انتهاء أجلها المضروب لها ، ثم أمر الله المسلمين بأن يأخذوا المشركين حيث وجدوهم ، وأن يقتلوهم حيث ظفروا بهم ، وذلك مع استثناء من بقي لهم مع المسلمين عهد.
وهنا فى هذه الآيات استكمال لهذه الأحكام ..
ففى قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) بيان لحكم من جاء من المشركين مستجيرا بالنبيّ ، طالبا الأمان منه.
ففى غير ميدان القتال ، وفى حال السّلم ، قد يرى بعض المشركين أن يلتقى بالنبيّ ، ليعرف الدعوة الإسلامية ، وليعرض على عقله وقلبه ما يدعو إليه الإسلام ، وذلك حقّ له ، يجب ألّا يحرم منه .. ليكون إيمانه على علم ، وفى غير إكراه ..
ولهذا أمر الله سبحانه النبىّ الكريم أن يستجيب لدعوة من يدعوه إلى طلب الأمان فى جواره ، وذلك حتى يسمع كلام الله ، أي حتى يسمع ما نزل على النبي من قرآن يقرر أصول الإسلام ، وأحكام شريعته ، ثم إن لهذا