فالطائفتان : هما .. العير والنفير ..
وقوله تعالى : (أَنَّها لَكُمْ) هو وعد للمؤمنين بأنه ستقع ليدهم إحدى هاتين الطائفتين : العير أو النفير ..
وذات الشوكة : أي صاحبة الشدّة والبلاء ، وهى «النفير» ووصف النفير بأنه ذو شوكة ، لما يلقاه المسلمون فى لقاء النفير من أذى وضر .. إنه القتال والقتل!!
وفى قوله تعالى : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) ـ ما يسأل عنه .. وهو : ما هى كلمات الله التي يحقّ بها الحق ، ويقطع بها دابر الكافرين؟
والجواب ـ والله أعلم ـ أن المراد بكلمات الله هى أحكامه التي يقضى بها فى خلقه ، وأن تلك الأحكام تصدر بقوله ـ سبحانه ـ للشىء : كن فيكون ، وكل قول لله تعالى ، هو حقّ ، يحق به حقّا ، أي يقيمه ، ويظهره .. فإذا قام الحقّ بطل الباطل ..
ومعنى آخر لكلمات الله هنا ، أحبّ أن أشير إليه ، وهو أن المؤمنين الذين يعملون على إحقاق الحق ، ويقاتلون فى سبيله ، هم أنفسهم كلمات الله ، قد جعل الله إليهم الانتصار للحق ، وإعلاء كلمته ، وإبطال الباطل ، وإزهاق أنفاسه ..
وفى هذا تكريم للمؤمنين ، وإعلاء لقدرهم ، ورفع لمنزلتهم ، بحيث كانوا كلمات الله ، وجند الله .. بهم يحقّ الحقّ ويبطل الباطل ، ولو كره المجرمون .. وإرادة الله لا شك غالبة قاهرة.
ومن هنا كان النصر دائما للحق ، وكان الغلب دائما للمحقين ، وفى هذا يقول الله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
ودابر الكافرين : دابر الشيء آخره ، والمراد به قطع آخرهم واستئصالهم جميعا ، إذ كان أولهم هو الذي يتلقى الضربة ، فإذا بلغت تلك الضربة آخرهم كان معنى ذلك القضاء عليهم جميعا.